الأحد، 1 ديسمبر 2024

الهروب الثلاثي


يأخذك الحنين إلى أبعد ما تكون عليه..من انشغالات وسهرات وأمسيات لليلة  تملأ وقت الفراغ ..تخرج من الالتزامات.  

تهرول  نحو الفضاء بعيداً عن قيود العالم المزعج ..تحاول السيطرة على نفسك وضبط إعدادات جسمك،حتى تحررها من فوضاء الشعور.

تلتقي بها أرواحنا البائسة،تحت عروش مملكتنا المتعددة،تحت علامات اللقاء والارتقاء ،تحت سنوات البحث والتمحيص،تحت نهر الكلمات المتدفقة،كسيل يغرقك حتى تستطيع الخضوع .

يزعجني هذا الهاجس،ويتخلل يومي بصور الطيف المتنوعة.لكن بسرعة تتراجع كل المشاهد..واستقر على مشهد واحد.للامبالاة نحو الغروب،نحو نهاية اليوم،نحو الصباح الذي كان جزء مني،نحو الأمل الذي  فقدت..ونحوك أنت. 

أنت ذهبت بلا عودة . 

الصورة المفخخة تلك..تدمرت بالنسبة لي وأصبحت صورة لرجل عابر..من زمن غابر .

وأنا أكتب تلك الكلمات،اتصلت بي صديقتي الجميلة،رقيقة الإحساس طيبة المشاعر صاحبة القلب الدافئ "دانا". 

أي رياح الحب قذفتك علينا..وأي شمس قررت الظهور لنا،بسرعة يا عزيزتي أريد منك خدمة !

ماذا عساي أن أخدمك أيتها الشمس المتلألئة شعاعاً للحالمين أمثالي .

ضحكت وقالت:أريد أن اهرب إلى مكان بعيد يومين فقط معك ومع صديقتنا الشقية،تلك صاحبة الأفكار العجيبة هي دائماً من يرشدنا في طريقنا إذا تعثرنا،يمكن لنا الاعتماد عليها،هي جيدة في أدارة التفاصيل . 

تم الاتفاق وانطلقنا في رحلتنا،لم نخطط للخروج إلا في ساعة!

وتم حجز الشاليه بأقل من ربع الساعة،لقد تم كل شيء بسرعة هكذا البشر عندما يريدون شيء،يسرعون في تحقيقه.

لم أكن جاهزة بشكل كامل،إلا أنني حاولت أن أبسط الموضوع وأخرج بأقل من احتياجاتي لمثل ذلك اليوم..هذا التحدي جيد بنسبة لي .

وصلنا الشاليه وكل منا أخذت زاوية...وعم الصمت .

 دانا ذهبت إلى غرفة النوم ونامت..وكأنها تفتقد تلك الحالة من الهدوء النفسي الغير معلن،تلك الخلوة ربما هي ما ينقصها عندما يتحدث اللاوعي،يخبرنا أشياء نحن أيضا لا يمكن أن نلامسها .

أما عبير فقط أخذت لنفسها مكان في أقصى الحديقة،وأخذت تتأمل الطيور والأشجار بصمت،لم تنم كثيراً وأخذت تراجع حساباتها القديمة مع نفسها..كانت تحدث نفسها كثيراً وتنظر لما حولها،وكأن شيئاً يخنقها ويقف بطريقها،لكنها كانت صامتة وقوية. 

جلست في الصالة الكبيرة  تتأمل محتوياتها..كان بها تلفاز كبير جدا تصدق أنني أضعت نصف يومي،وأنا أتابع بعض البرامج التي من شهر لم استطيع متابعتها،بسبب أن تلفاز البيت محترق ولم استطيع تصليحه .

لم اشعر بصديقاتي..تلاشت من حولي كل الاهتمامات،وأصبحت أتابع التلفاز بصمت واستمتاع،بلا ضجيج ولا صخب..غارقة في هدوء الوحدة ودوامة التوتر الأبدي..خارت قوي وأصابتني بتعب تتوق النفس أحيانا للخلوة و فعل ما تريد فعله،حتى الصراخ أنت حر في إطلاقه،هنا لا احد يسمعك،ولا تثر العواطف تجاهك بلا شك أنت هنا جزء منفرد بحالك . 

ملحوظة: 

بعد نهاية اليوم..وعندما أفرغنا خيالاتنا الزائفة،بالهروب وشعرنا بإحساس  الوحدة ،قذفنا تلك السعادة وتراجعنا نتجرع سم الواقع المرير،لم يكن الهروب هو أحلامنا،بل كانت تلك هي خطوة البداية لرحلات قادمة بلا خوف ولا تردد .

 

د. صباح الجهني


الثلاثاء، 19 مارس 2024

الصدمة

 



ما نوع الأفكار المتطرفة ؟

التي خطرت لك عندما كنت ترتشف القهوة ،يمكن للناس خلق مشاكل من لاشيء فقط بأفكارهم السيئة ، أليس كذلك.. لا تسألني فسوف أقول لك !؟

لا تتراجعي لأنك أن لم تواجهي أفكارك الخاصة دون الخوض باعتقاداتهم العقيمة فإن تلك الراحة التي تسعين إليها سوف تذهب عنك ، ولن تكون كما ترغبي. 

أثناء محاولتي لفهم مخاوفك الحالية ..لن تجد من يريح قلبك من وجعك الهادي ، في صراعك مع هؤلاء البشر ، عليك أن تعلم أن أكبر مشكلات تحتاج صبر واتزان في كل الاتجاهات . 

جلست بجانبي امرأة عرفتني على اسمها  "مها" لا أعرفها ولا أعرف عن حياتها شي لكن كان هذا اللقاء كفيل بالتعرف على حياتها كاملة،كانت تحكى حالها في هذه الحياة وكم ظلمتها،حتى أبناءها الجشعين ينتظرون موتها،والاستيلاء على ما لديها من مال.  

هذا المال الذي كانت تدخره طول عمرها لهذا الوقت العصيب ، كانت تقول كنت اعتقد أنني سوف أموت بدار المسنين..بعد موت زوجي إلا أنني لم أمت .

متى ارحل عن هذه الحياة البائسة..متى يتوقف قلبي عن النبض..لماذا أقاوم الموت لماذا لم أمت معه.

وهي تتحدث كنت أقول هل هي أخطأت في تربيتهم؟ربما لو أحسنت إليهم لما وصلوا لهذا العقوق ؟

لكن سرعان ما أتراجع عن هذه الفكرة،فالتربية شيء  بعيد كل البعد عن تصرفاتهم الفاسدة . 

فهذا نوح نبي،ولم يكن جميع أبنائه صالحين،وهذا يعقوب نبي و فعل أبناءه بأخيهم ما فعلوا..فقط لأنهم شعروا بالغيرة منه.

لو يسر الله لنا مثل الخضر يقتل من أبناءنا من لا يستحق العيش ،لماذا نلوم أنفسنا على فساد أخلاق أبناءنا وموت ضمائرهم السوية،لا يوجد مبرر لتعليق أخطاءهم علينا،وكأننا شماعة يعلقون عليها كل ملابسهم البالية .

حقيقة أنني لا أفكر  في هذه المواضيع لاعتقادي أنني لم اربي هؤلاء حتى يصبحوا عبيد لي في يوم من الأيام ،وكثيراً ما كنت أقول هذا لهم لا أتوقع منكم شي ولا انتظر ذلك،وهي تثرثر كنت أريد اخبرها بما يدور بعقلي..وبما اعتقده لكن تراجعت سريعاً .

حدقت لي بعينين غاضبة !! أنتِ تسمعي ما أقول كانت ترفع صوتها تارة وتخفضه تارة آخر،عقلها الشرق أوسطي اخذ يعلو في كل مرة،وهي تردد أفكارها الغريبة .

الوقت تأخر إلا أن حتمية خروجي من هذا المأزق أصبح صعب جداً،لكن أفضل حيله اهتدى إليها عقلي،هو نقدها على أفعالهم واللقاء ألوم عليها.

أعلم انك أم عظيمة إلا هناك الكثير من التصرفات لم تحسني تعليمهم إياها ربما كان هذا الخطأ خطاك !

بصوت يرتعد:هؤلاء الملاعين "سفله" وأنتي واحده منهم،وغادرت المكان وهي تتمتم بكل كلمات السخط واللعنة.

انتهى ذلك اليوم ولكن لم تنتهي قصتي معها اليوم .

د. صباح الجهني


زمن التفاهة


فقدت السيطرة تتدرجين على نفسي، عدم الاحترام والتلوث المحيط لا يشبهك ،مجموعة من التافهين شكلوا هيكل تفكريًا منحط يحاولون في كل مرة جذبك إليه 

الحقيقة أنني أحب المغامرات وفي كل مرة أخوض فيها معركة من معارك العلاقات الاجتماعية اخرج بدون ضرر نفسي بالغ .

ذلك الضرر الذي يجعلني لا استطيع النهوض من السرير..اشعر بالإحباط وعدم الرغبة في كل شي حتى إنها تهاجم ممارساتي اليومية،تلك الحالة النفسية التي يطلع عليها علماء النفس (كلينومينيا)وهي الرغبة القوية للبقاء في سريرك طوال الوقت نعم هذا هو ما اشعر به .

مضت عدة أيام وأنا غارقة في تأمل ما حولي في كل شي: 

استنشاق الهواء.

السكون و هدوء  الليل .

وأنا أقول في نفسي !!

لا استطيع في كل يوم يتدنس عقلي بمشاهدة هؤلاء التافهين وعدم قدرتي ع مواجهتهم .

كلما أردت  العودة من جديد للحياة تزاحم عقلي بكثير من الأفكار،بمجرد الدخول إلى مكان يشعرني بالإحباط والانتقاص من نفسي..اشعر بالقلق والاكتئاب وعدم القدرة ع الاندماج مهما حاولت تخطي الحواجز الأولي من العواطف المندفعة داخلي إلا أنني في كل مره اخفق .

صدق اينشتاين حين قال: "العالم مكان خطير جدا ،للعيش فيه ليس لكثرة الأشرار فيه بل لصمت الأخيار عما يفعله الأشرار " 

حقيقة عندما تضعك الحياة بموقف لا ترغب الخوض فيه،ولا سبيل إليك إلا المواجهة،حتى لو استغنيت عن هذا العالم بأسرة عندما اقرأ الأحاديث  عن طرق  الاستغناء "اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك " أجد تفسير منطقياً للمواجهة . 

هربت من تفاهة الحياة وسقطت في اشد أنواع القسوة والألم.. في تفاهة البشر .

د. صباح الجهني


دفاتر الحنين

  دفاتر الحنين حين يصبح الحب ذكرى لم تولد بعد ذاك الحب لا يموت. يتحول إلى ظلّ، إلى نغمة عابرة في لحظة صمت، إلى طرف غيمة تمرّ في السماء، ف...