تبقىَ الحقيقة

لم أعرف رجل يجمع كل شخصيات التناقضات إلا هو .. طيبة القلب وقسوتها ، نظرة الحب وعيون الكذب لسان الأحلام وقلب الغضب حتى إلقاء الكلمات تشعرك أنك أمام فيلسوف والحقيقة هو كذلك، يستطيع أن يجعلك تسمعه ومتى أرد اكتفي بذلك ومن الطبيعي يقفل الخط ويخبرك من الغد انك أنت من قمت بقطع الاتصال لا يمكن عليك الإنكار بنهاية أنت المخطئ  هو يقول الحقيقة ، الحقيقة التي هو يصنعها لنفسه حتى أنت تقتنع بها من السهل جد يبدأ الحرب معك ومن الصعب جدا أن تقوم بكتبة نهايتها .

هنا بذلك الصراع تسقط الفضيلة وتصبح أنت صاحب الرذيلة ، أنت البخيل والجاهل والأحمق ، فقط من أجل شي واحد الضعف الذي صنعت.

اخبرني ماذا تسمي الحديث معي ؟ ذلك السؤال الذي لم أعتقد أنني أقف عنده حائرة ليس محاولة منى لتلميع نفسي أمام نفسي لا، لكن اعتقد انك كنت تفهم  ما كنت ابحث عنه . ليس من السهل أن تجد رجل لا يريد منك شي ربما هذا ما اعتقدت ، اعلم انك لم تكن تحتاج منى شي ولم تكن تنتظر منى مقابل ، لكن حديثك العالي لنفسك خرج ولم يعد ، لعل الحقيقة المريحة إلي الوصول للعالم الخارجي بعيدا عن التوتر وهذا الألم القاتل ، هو أنت تعلم أنت تشبه قصة الإلهام في نفوسنا عندما تنير المصابيح طريقنا.

تلك البطولة لم أكن استحقها ، لم أكن أبحث لي عن دور في حياتك ..في يوم سوف تنتهي بنا الدروب وتنتهي معه قصتك ، لن تكون هناك أهمية لشيء أقوله أو ربما قلته ، لم أكن لأفعل ولم أفعل. 

                                 صباح الجهني

زهرة بلا رائحة

زهور البلاستيك عندما تنشر روائحها الكريهة في المساء وتخالط معها رائحة الطهارة والعفة والنقاء .

 عندما لا ترى ولا تسمع إلا الأحلام والخيال يحركك إلي عالم الجنون والخديعة عالم مزيف من الظلام والخفافيش الموحشة مكان مظلم في داخلة وخارجة وأن كان يبدوا على غير ذلك .

تأكد انك لن تشم رائحة الكبريت وأنت تعمل في مصنع حقير يديره دب مترهل انسلخ من إنسانيته إلي حيوان مفتوح الشهية تقوده الغريزة وحب السيطرة محطة اهتمامه.   

النرجسية والأنانية لم تدفعه لممارسة الراحة بشكلها الصحي .

لهذا قرار إحراق العالم وكل شي حوله

لا تكن أنت من يبكي بحرقة ولا يعرف النوم ولا يعرف ماذا يصنع غداً    

المجهول

المستقبل  

اليوم      

وأمس     

كل الأيام

وكل الشهور    

خوف وقلق وتوتر من كل شي ثقل الحياة الذي أعجز عنه      

لم أستطيع التحمل     

الآن أنا استسلام     

فلم أستطيع المقاومة   

رسالة إليكـ

ربما الخطيئة تجعل منك ماعز حمقاء تقودك الخراف العمياء إلي مراعي صفراء مقفرة من الطيب مليئة بالأمراض والأوبئة .

لكن أنت من استحق ذلك المكان الحقير 

أنت من صنعت لنفسك مكان بين الخراف .

الحقيقة هي  لا تسأل من أنت ... 

أنت عندها تلك الرغبة وعدم الرجوع في نهاية اليوم      

أنت مثل سيناريوهات الحياة المتعددة لكن منها المتقدم والمتأخر يمكن تقديم احدها وتأخير آخر بسرعة البرق وهناك منها ما يقول لحظة لا تتسرع في كتابة النهاية     

اسمع لا يمكن لك العبور هكذا أسلوب الحياة الروتيني الذي صنعته لي لن اتركه ثمن الأشياء لم تعد  كما كان من قبل ربما عليك إن تعي ذلك الآن  

                                                    صباح الجهني

الاستقرار الزائف

 

أُكْرِهْك 

وَبِدُون مُقَدِّمَات الْحَبّ ..أَصْبَحْت أُكْرِهْك وَحَتَّى اجْتِرَار الذِّكْرَيَات مَعَك يتعبني  

لَن اِنْصاع لأوهام وأحلام لَا وُجُودَ لَهَا  في أَرْضِ الْوَاقِع . 

لَا أُرِيد فَكّ القيود هو ما احْتَاج مِنْ أَجْلِ وهم حريتي

لَن ادْع السنين القَادِمَة تَتَكَرَّر بماضي مشوه  ومستقبل مزيف . 

 لَن تَعْصِف بِي تِلْك الْأَفْكَار للعودة مِنْ جَدِيدٍ لِلْحَبّ.

هُنَا انتظرتك بِمَكَان خَالِي 

وَهُنَا سَمِعْت مِنْك كَلَام غالِي . 

 قُلْتهَا فِي يَوْمِ 

أَنَا رَجُلٌ 

اخْتَار الْفَضَاءَ الَّذِي أُرِيدَ التَّحْلِيق فيه 

وَلَا أخفيك إنِّي لِي فَضَاء مُخْتَلَفٌ 

في كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا نُجُومُ تَفَل وَمِنْهَا النُجُوم المستعره تَلَمَّع شَهْرٍ 

أَوْ أَطْوَلَ قَبْلَ أَنْ تخبو تدريجيًا إلَى سطوعه الْأَصْلِيَّة. 

ونُجُوم تَلَمَّع حَتَّى أَصَابَنِي القحم الْمُتَقَدِّم 

أَعْجَزُ عَنْ النَّظَرِ إلَيْهَا لَكِنْ أقاوم حَتَّى الْهلاك 

لَن اجعلك تَكَسَّر جَنَاحَي وَلَن احْلِق في فِضائك التعيس بَعْدَ الْيَوْمِ 

أَخِيرًا يُمْكِنُ الْقَوْلُ الْوَدَاع 

قَبْل الرَّحِيل هُنَاك رِسَالَة

 إِلَيْكَ يَا شَاهِين 

عِنْدَمَا تَتَدَاخَل الْأَحْلَام وَالْأَمَانِي فِي عَالَمِك الْوَاقِعِيّ 

يَحْصُلُ هُنَاكَ الارْتِطَام الْقَاسِي . الذي لا يمكن تقبله

وكوسِيلَةٌ للهروب  مِنْ نَتَائِجِ ذَلِك السُّقُوط المؤلم  

 وأنت تشاهد أحلامك  تتلاشى مثل الجروح عميقة تبقي أثارها فقط .

حتى تتذكر كلما نظرت إليها بعيون الأمل 

يبقى ذلك الجرح شاهد على ألمك ودموعك في الظلام .

لَمْ أَمْلِكْ السُّلْطَة عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَمْنَعُه 

لَا يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ الْمُعَانَاة مِن إِخْمَاد رَغْبَة جامحة بداخلي. 

تلك الرغبة التي ربما تقودك للهاوية

إلا أنني أقاوم كل شي حتى نفسي نفسي تلك التي في كل ليلة تخبرني أنها غاضبة مني وتغادر  جسدي إلى مكان لا اعرفه 

وتمارس رغباتي بعيدا عن ذلك الجسد . 

تخبرني انها فعلت ما لم استطيع فعله ، تلك الروح الشريرة كانت ذكية  وهي تلتصق بي  كل صباح حاملة معها رائحة  الأمس  الجميل أنها تحمل رائحتك  وصورتك حتى بقايا شعرك أستطيع  الإحساس به  تارك آثارا لخطيئة علامة لانتصارات  تلك الروح على الجسد  . 

 أي نوع من  التبريرات يمكن أن تصفح لي عندك

 كُلِّ شَيِّ يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَكِ سَعِيدٍ وأنت تَمْلِك الْعَقْل وَالرُّوح وَالْحَبّ 

الْعَقْلِ الَّذِي يَجْعَلَك تَحَدُّد مَالِكٍ وَمَا عَلَيْكَ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَقَدَّمَ

 وَمَا لا يمكن 

تحديد المعاير والْقَيِّمِ بدون مَعْرِفَة عَقْلِك الواعي ،  .

الحب ذلك العطاء بلا مقابل بلا شروط هشة، قد تكون ضحية بلا مقدمات ،حتى خوفك من الحب الذي قادك لسنوات لا يمكن أن يساندك .

هذه المرة الضغط الذي أسقطك مُنهكًا في منتصف العمر لن يغادرك أبدا

وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْلِطَ بين الْكَرَامَة وَالذُّلّ 

فِي مُوَاجَهَةِ الْحَيَاة بِذَكَاء 

لا تجعل قلة الحيلة والضَّعْفِ هُوَ مَا تصنعه

 أَنْتَ لنفسك حتى تجعل الْآخَرِين يُثْبِتُون لِأَنْفُسِهِم 

إِنَّهُمْ هُمُ الأقوى 

وَأَنْتَ لَا 

لَا تَجْعَلْ أَحَدُهُم يصنعك لِنَفْسِه أَنْت حَدَّد مَاذَا تُرِيدُ 

كوني مثل تلك الفتاة 

فِي نِهَايَةِ الشَّارِعِ  وهي تَصَارَع الْعَوَاطِف بِدَاخِلِهَا 

وتحاول الْبَحْثِ عَنْ نَفْسِهَا المعطاءة  بِالْكَرَامَة وَالعِزَّة 

ربما تحيد عن الطريق لكن لن تتنازل عن شموخها 

هَذَه المبادئ لَن تَجِدُه عَند الْبَلْهَاء الَّتِي يَصْعُب عَلَيْهَا 

مُوَاجِهَة مَوْقِفٌ من مَوَاقِف الْحَيَاة البائسة

 الْبَلْهَاء الذَّكِيَّة 

تِلْك 

مِثْل

جيهان  

الَّتِي لَا تُعْرَفُ للايمان طَرِيقٍ إلَّا مَعْرِفَةُ كَيْفَ تُصَلِّي 

وتلعن الْآخَرِين قُرْبًا إلى اللَّهِ.

لَا يَهُمَّ كَم السِّنِينَ الَّتِي مَضَتْ وَهِي تركض 

وتخفي وراءها أوهام القوة .

مثل كَوْمَة قَشّ تُحَاوِل الالتصاق بمن تعتقد به السلام الصحي والمتعة الْجَسَدِيَّة الْبَالِيَة 

هي تبحث عن ثورة تقودها إلي طريق طويل 

لكن ينقصها  العراب الجيد .

تَعْلَمِين أنتِ أَهْل لذلك لَا يُمْكِنُ لِلْعَبِيد أَن يتحررون 

مِنْ أَسَاوِرَ الْعُبُودِيَّة

حَتَّى وَإِنْ وَضَعَتْ الْأَصْفَاد فِي أَيْدِي أسيادهم 

هُم جبناء فَلَا يَسْتَطِيعُونَ  إلا النَّظَر إلي قَاع الْجَحِيم 

يُضِلّ الْعَبْد يُرْضِيه أَكَله وتغُضبه الحرية .  

                                                          صباح الجهني

نِهَايَةٌ دِيسَمْبِر ٢٠٢٠

عِنْدَمَا تُشْعِر انك وَصَلَت مُفَتَرَقِ الطُّرُقِ ، وَتُرِيد التَّوَقُّف فَقَط لِتَنْظُر خَلْفَك مَنْ يَكُونُ ، هَلْ هُوَ خيالك أَوْ مِنْ أَحْبَبْتَ معك ، أَم هُم الرّفَقَاء الَّذِين يتساقطون وَاحِدٍ تِلْوَ الآخَرِ ، أَمْ هُم الْأَصْدِقَاء الَّذين ضَحِكْت مَعَهُم واقتسمت هُمُوم الأمس بصحبتهم ، أَم هُم الْجيْرَان الَّذِين تُسَامر مَعَهُم اللَّيَالِي الطوال .ضَحِك وَمَزْح لايخلو مِن الأَحْزَان فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَوْقَاتِ.

ستشعر بِصَدْمَة عِنْدَمَا لَا تَجِدُ مِنْ كَانُوا أَمَامَك طَوِيلاً يَضْحَكُون ويتسامرون ويتقاسمون معك كُلّ هَمَسَات الْحَيَاة ، الْإِحْبَاط الّذِي يُصِيبُك رُبَّمَا يكسرك وَيَهْدِم كُلُّ مَا صَنَعْت .

سقطوا وَسَطِ الطَّرِيقِ :

الطَّرِيق الطَّوِيل وَالْمَشَاعِر الْمُبْهَمَة ، حَالَات الِاضْطِرَاب والصراع الدَّاخِلِيّ كُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يسلب مِنْك قُوَّتِك وَصَبَّرَك عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةَ ، كُلٍّ مِنْ يصفعك بِكَلِمَة وَفَعَل ويحاول بِكُلّ قُوَّة الِانْتِصَار لِنَفْسِه بِك .

يَكْفِي مِنْ الْفَرَحِ وَالْأَمَل وَالْحَبّ والابتسامة خَمْسُ سَنَوَاتٍ ، لَن أَتَحَدّث عَن خِذْلَانِي لَن أَتَكَلَّم عَن جروحي وَلَن أعاتبك عَلِى أيّ شَيّءٍ قط ، فقط أُصْغِي إلَى كلماتي ، سَوْف أتوقف عَنْ النَّظَرِ لِلْخُلْف وَانْظُر إلَى الأمَامْ فَقَطْ ، و أدوس بِكُلّ مَشَاعِر الْحُنَيْن وَالشَّوْق تَحْت إقدامي وَ أُحطِّم صَنَمُ الْحُبِّ بِيَدِي وَاكَسْر رُوتِين حَيَاة كُنْت أعيشها وأحاول أنْ أكون شجاعة وأتجاهل أَقْوَال لَا تدفعني إِلَى مَا اطمح إليه ،بَل تسحبني إلَى شواطئها التعيسة والْمُظْلِمَة تِلْك الشَّوَاطِئ التي لَا يُوجَدُ بِهَا إلَّا حُطَام الْأَشْخَاص المحبطين ، أُولَئِك المتعثرين البؤساء وَكُلُّ مَنْ أَصَابَهُ الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ لاَشَيْء يَفْعل إلَّا جَمْع نَمَاذِج مُتَكَرِّرَة مِن شَخصِيَّات مَرِيضَةٌ فِي عُيُونُه المتقوقعة عَلَى نظرته الْبَالِيَة لِلْحَيَاة ، تِلْك النَّظْرَة السوداوية التي تَدُورُ فِي مُنْتَصَفِ عقله فَقَط مُحّاولاً بَسَط فكرة الْعَقِيم عَلَى مَا يُرِيدُ.

لَا تسمع لَهُ وَكُن أَنْت الْقَوِيُّ وَإن كَانَ ذَلِكَ صَوْت الْحَبّ الذي تعشق تَجَاهَلَه ، وَلَا تُسْمَعُ لَهُ إذْ كَانَ يُخَالِف صَوْتَك ، سَوْف تكتشف أَنَّ الْجَمِيعَ يتلاشي وَتُصْبِح أَنْتَ فِي عَالَمِك الْحَقِيقِيّ فَقَط اسْتَمَرّ كَمَا تُرِيد أَنْت .. حِينِهَا تُدْرَك ذَلِكَ الْعَالِم الذي أردت  وَعِنْدَمَا تَصِل تُعْلِن الِانْتِصَار وَقَبْلَ ذَلِكَ حَطَّم ذَلِك الْخَيَال بِيَدِك حَتَّى لَا يَعُودُ مِنْ جَدِيدٍ .

رُبَّمَا كَانَ مِنْ الْجَيِّد أَنْ يُحْمَلَ هَذَا الْمَقَال عُنْوَان الواقعية والانسحاب مِن إحباط الْأَعْوَام الخمس السَّابِقَة وَعِنْدَهَا تلْعَب دَوْرَ البُطولَةِ بِتَأَكُّد الْجَمِيع مَهْزُوم أَمَامَك وَأَنت الأقوى .

                                                  صباح الجهني،،،

 

الرغبة والرهبة

لا يمكن للإنسان أن يعيش سعيد إلا إذا أراد ذلك 

بين الرغبة والرهبة مسافات طويلة لا يمكن طويها بسهولة 

حتى أولئك المثابرون  يخفقون  في كثير من المرات

ويسقط في منتصف الطريق 

لتسرق  منه الطيور الخاطفة  ما عجز عن حمايته  . 

الحب ؛والكراهية

الغنى؛والفقر 

الحياة ؛والموت 

رسالة إليك :

هناك حبُ نخُلق من آجله نضحك  ونبكي  له تمطرنا  احاديثه بالحُب وتقودنا  لطمانينة  

وهناك حُب يُصنع لنا لنعيش  بداخله  يرسم  لنا الطريق وأن كان لا يعلم 

صورة  من بعيد للوجود  المقدس  والرعاية  الإلهية  .

وهناك حُب اناني المهم يحصل  على ما يريد حتى يرتقي عرشه بنشوة الانتصار  لا للمشاعر الحب والإحساس  .

وبين ذلك وتلك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها  

لكل شي بداية  جميلة ونهاية  مؤلمة  لنا . 

                                                                 صباح الجهني...

من يقودك

من يقودك :

ربما الحب وربما الفراغ .

وكليهما يسرون بك إلى عالم مجهول.

عالم مختلف يجمع المتناقضات و متماثلات .

وتضل هناك  الحقيقة 

تندفع إليك حتى تفصل جسدك عن عقلك

وتستّر بخجل الحب .

             صباح الجهني

الايحاء والوجود

يتراءى لي أنني لم اكتشف حقيقة الأشخاص إلا بعد فوات الأوان ، شي لا يهدا بداخلي يجعلني غير واضحة التفكير مشتت التصور فاقدة الإدراك لكثير من المفاهيم ، لكن هناك حقيقة ليست سهله معرفتها تتيح لك التعامل مع كافة الأمور بوضوح ، لكن بإمعان النظر محدقً نحو الأفق حتى يظهر لك عالم جديد ليس للعقل به مكان ربما يخذلك في يوم لكن يبقى خذلنا الزمن أقوى وأشد .

 عندما تكبر كل سنة عن السنة التالية، تشعر وأنك اكتسبت قيم وأفكار مختلفة ربما لا تحمل بقلبك الكثير من المشاعر. 

لكن تبقى تلك الأفكار هي مصدر شغلتك القادمة .

كنت أعتقد أن الإنسان يمر بتلك التجارب فتصقل منه موهبة تجعله مختلف لا يهزم ، حتى خسارة الآخرين لا تقتله حتى فشل أهدافه لا تقف أمام طريقة ، فكلما تقدم الإنسان بالعمر كانت أخطاءة أقل وجعًا وحسرة ، لكن وجدت أن سقوط الأكبر سِنًّا في هفوات الملذات أكثر ألم وضعفًا ، فلم يعودوا صغاراً يحذفون نحو الحياة فتجلدهم ويجلدونها بصبرهم مع كل موقف تصنع منهم إنسانًا للغد يقلب هذا العالم رأسًا على عقب لا يمكن لك قتلة أو استخدام القوة معه .

الكرامة الإنسانية شي لا يمكن للكثير التحلي به إلا بالقول ، ثمة أشياء معرفتها بالقول فقط دون العمل مثل لوحة فنان مبتدئ ، لا يعلم شي عن فنون الرسم سواء مسك الفرشة وجعل مخيلته ترسم بلا قيود تحاصره ولا هدف ينظر إليه ، إلا أنه أراد الرسم فقط لكن حين الانتهاء يتأمل تلك اللوحة ويجدها تتحدث عن فكرة أرادها وبصوت الفرشة أخرجتها لا علاقة للماضي والحاضر بها ربما هي كلمة اللحظة والساعة فأنا لا أؤمن بارتباط الإنسان بماضيه .

لم تكن الصدفة والخيال فرصة حتى تجد الفكرة ذاتها تلك الحالة الإيحائية في عقدة العقل جعلت للآخرين تفسيرات متباينة .

منهم ذلك الكاره لذاته قبل كل شي ، لا يفوت فرصة في إثبات نفسه الأقوى أمام الحياة بخلاف غيرة

فهم الأضعف والغباء على الإطلاق هم في نظرة قليل حيلة تربطهم به مصلحة وهو لابد أن يحاول استغلال تلك الفرصة يعيش في عزلة مع العالم فهو مبدع في معرفة ضحاياه هذه العزلة جعلت لديه معرفة بما يفكر الآخرين به هؤلاء الذين بدورهم هم أيضا يمثلون نفس الدور من الانعزال التام عن عوالم الطبيعة الحقيقة وكأنهم في فلك يسبحون .

هؤلاء أكثر بؤس وإحباط من غيرهم ، فهم مضطرين لاكتشاف كل عيب كل سقط وكل ميول شاذ واثقون من أنفسهم ومن انحراف ميولهم الخفي لكن لا يمكن لك مواجهتهم بالحقيقة .

حبيبتي : تعلمين أن الحياة كذبه ونحن ممثلين فيها ، منا الممثل المحترف ومنا الممثل الكوميدي ومنا ذلك المتغابي الذي لا يعلم ماذا يقدم إلا أن يكون غبي ومنا ذلك المستعبد الذي صنع لنفسه مالك وهو مملوك عنده ومنا القوي الذي يرسم لنفسه صور لكل هؤلاء فمرة هو العبد عند من يحب وهو الكوميدي عند أصدقاءه وهو المتغابي عند مجتمعه .

 هذا لا يمكن له أن يصدقك ولا يمكن أن يحبك ، وسيلة إخفاء ذاته قوية تجعلك لا تعلم أين أنت منه

 قمة الهرم هو أن يصل لكل ما يريد وماذا يريد ؟

لا تعلم.

أنت لا تعتقد أن هزيمته مرة أو مرات يمكن أن تجعله يفكر بالانتحار أو قتل نفسه!!! .....كلا ذلك الانهزام الداخلي الذي أصابه هو المعاناة الصامتة التي يستطيع جمع شتات أمره وفقدان الآخرين بكل براعة. والعودة إليه  مرة ثانية .

                                                    صباح الجهني..