الأحد، 1 يونيو 2025

زاوية من القصة

 


لم أعد أطيق تلك النظرة التي تتكرر،كلما حاولت أن أبدو بخير.

نظرة التوقع..نظرة من يعتقد أنني أملك شيئًا أقوله،حكمة ما،جملة منمقة قادرة على تضميد الشروخ..لكن الحقيقة؟

أنا لستُ حكيمة.

ولا عاقلة بما يكفي لأمنح أحدًا كلماتٍ دافئة،تليق بمقام الألم.

كل ما في الأمر أنني تعلمتُ الصمت.

تعلمته لأن الحديث في مجتمعٍ مثل هذا لا ينفع،لأنه يُسرّبك خلسة نحو الخيانة.

نعم الخيانة..خيانة ذاتك حين تُجبر على التصرف بنُبل وأنت تغلي من الداخل،خيانة شعورك حين تبتسم وأنت تتفتّت،خيانة لحزنك حين تلوّح للحياة بأنك أقوى مما أنت عليه فعلًا.

هم لا يريدونك حكيمًا،هم فقط يريدونك مُروّضًا.

والحكمة في عرفهم،لا تحتاج لشيء سوى إتقان الغباء.

غباءٌ ناعم، يمرّ على الوجوه مبتسمًا، يختزل الحياة في قهوة ..ومثل ويصفّق له الجميع.

لكنني، في خلوتي،أعرف أني لستُ بخير،وأعرف أن ما يسمونه حكمة ليس سوى طلاء باهت للهروب.

وأعرف أنني رغم كل شيء، ما زلت أقاوم أن أتحول إلى نسخة مطابقة منهم.

لكن القهر الداخلي؟

ذلك لا يُروّض..إنه الوحش الصامت الذي ينمو في العتمة، لا يُرى، ولا يُقال، ولا يُشفى.

القهر ليس صراخًا ولا بكاءً،إنه ما تبقّى بعد أن يخذلك الجميع، وتخذل نفسك أيضًا حين تصمت.

إنه شعور كثيف لا يُوصف،كأن روحك تسقط داخلك ولا تجد يدًا واحدة تلتقطها.

الخذلان مؤلم،لكنّ القهر الذي يليه أشد فتكًا،لأنه لا يأتي من الآخرين فقط، بل منك أنت،حين تفهم متأخرًا أنك كنت تسند كل هذا الثقل على وهم.

أنا لست بخير.

ولا أرغب أن أكون بخير على الطريقة التي يريدونها.

أنا فقط أقاوم،بلا حكمة، بلا بطولات،فقط… بكرامة مرتجفة، ترفض أن تموت بصمت.

في تلك الزاوية من الغرفة، حيث الضوء باهت والهواء ثقيل، جلستُ أراقب ظلّي على الجدار.

كان الصمت ممتدًا كصحراء، لا صدى فيها إلا لأنفاسي المرتبكة.

كل ما حولي بدا طبيعيًا..الكوب الفارغ، الستارة التي لا تهتز،الساعة التي تمضي دون وجل.

لكن داخلي؟كان إعصارًا.

حاولت أن أُخرِس الصوت في داخلي، أن أضع عليه وشاحًا من الإنكار، أن أقول له: اصمت، لا وقت الآن..لكنه لم يصمت.

كان صراخها داخلي أكبر من كل المحاولات،أكبر من قدرتي على التظاهر،أكبر من ابتسامتي التي علّقتها على وجهي كقناع.

كانت تتحدث في رأسي..ليس بصوتٍ مسموع،بل بإلحاح الذكرى، بثقل الموقف،بارتجاف اليد حين يُذكّرها كل شيء..كنت أظن أنني عبرت، أن ما مضى دفنته تحت ركام الصمت الطويل..لكن الخريف يعود دائمًا، ولو في عزّ الصيف.

صراخها لم يكن حادًا..لم يكن واضحًا حتى..كان مثل طنين قديم في أذن الذاكرة، مثل صدى جملة قيلت ذات وجع ولم تُعتذر.

كل الأشياء حولي تحوّلت إلى شهود:

الكرسي المهتز، الورقة المطوية في الدرج، صوت الماء في الحمام..وحتى المرآة التي تجنّبت النظر فيها..تسللت إلى المطبخ كمن يهرب من نفسه..سكبت قهوتي ببطء،ارتعشت يدي.

تذكّرت كيف كانت ترتجف يدها وهي تُخفي الرسالة،وتقول: لا شيء… فقط فاتورة.

لا شيء.

كانت دائمًا تجيد إخفاء كل شيء خلف لا شيء..وأنا كنت أجيد التصديق.

جلست..شربت نصف القهوة..ثم سمعت ذلك الصوت مجددًا… صراخها.

لم يكن صوتًا يُسمع بالأذن..كان صوتًا يُسمع بالعظم..بالشعور.

كنتِ تعلمين.

قالتها داخلي، بصوت مكسور..حاد.. لا رحمة فيه.

نظرت إلى السقف،لا شيء سوى شرخ قديم،لكنه الليلة بدا وكأنه يمتد،

لكنني رغم كل شيء،ما زلت هنا.

أرتّق نفسي كلّ مساء بخيط من الصمت،وأجمع شتات ذاكرتي كمن يُلملم زجاجًا مكسورًا لا ليستعمله،بل فقط كي لا يؤذي أحدًا حين يخطو عليه.

ربما لا أعرف كيف أكون بخير،لكنني أعرف كيف لا أنهار بالكامل.

وهذا – في زمنٍ كزمني – كافٍ جدًا.

أنا لا أبحث عن خلاصٍ مبهر،ولا أرجو نهاية سعيدة تُصفّق لها الأيام،

كل ما أريده أن أستطيع الوقوف كل صباح،دون أن يئنَّ داخلي من وجعٍ مؤجل،أن أتنفس دون أن أُذكِّر نفسي كيف.

أنا لا أُريد الكثير،فقط لحظة صدقٍ لا أُضطر فيها للتظاهر،وصوتًا لا يُحاكم ضعفي،وهدوءًا يُشبه حضنًا لا يسألني عن شيء.

هذا كل ما تبقّى مني،كائنٌ هش، لكنه واعٍ،ينزف ببطء.. لكنه لا يُفرّط في كرامته.

ولو كان في هذا العالم موضع للكرامة المرتجفة،فأنا..ما زلت أحاول البقاء فيه.


                                   د. صباح الجهني 

الأربعاء، 28 مايو 2025

ظلك لا يكفيني




رجعت إلى ذلك المكان بعد غيابٍ طويل..كان كما هو،ساكنًا،محتفظًا برائحة الماضي.

لكنني..لم أكن أنا!!

شيء ما في داخلي تبدل،تهشم،أو لعلي فقط بدأت أرى الأمور على حقيقتها. أردت أن أخرج من التفكير،أن أهرب من كل تلك الذكريات المتربصة على الأرصفة،لكن الخطوات كانت مثقلة، كأن الأرض نفسها تمسك بي.

لم تكن نهاية السيناريو.. بل كانت بدايته.

بداية قصتي معه.

تذكرت الوداع،لا كما حدث،بل كما شعرت به..لن أخبره أنني جمعت كل الوجوه التي حولي وصنعت منها وجهه.

لن أخبره أنني حفظت ملامحه في زاوية عميقة من ذاكرتي،حتى صارت هي الذاكرة.

في زحام الحياة، كانت صورته تلمع في عيني،تهمس لي:

"أنا هنا..لا تخافي "

صوته كان يأتي من بعيد..يشق ضجيج المدينة، كأنه يقول لي:

"نحن لا نموت حين نفترق..بل نحيا في قلوب من نحب "

لكنه..لم يكن يعرف كيف يحب.

كان رجلاً شرقيًا..يريد امرأة تحبه كما الأم،وتفهمه كما الأخت،وتشتهيه كما العشيقة،وتغفر له كما القديسة.

يريد منها أن تعطي..دون أن يَمنح..أن تصمت حين يغيب،وتشتعل حين يعود.

كان يريد قلبي..لكنه لم يعطني حضنًا.

يريد روحي..لكنه لا يتحمل دموعي.

يريد أن أكون له..دون أن يكون لي.

كلما اقتربت منه، اتسع بيننا الفراغ،يحدق بي بعيون الحب،ثم يشيح بنظره حين أطلب منه وضوحًا.

يقول لي:

"أنتِ امرأة لا تنسى"

لكنه ينساني كل مساء في عيونٍ أخرى.

كم من مرة حاولت أن أطرد ملامحه من رأسي؟ لم أستطع.

كان جزءًا من أنفاسي،من وحدتي،من ضعفي،ومن شوقي.

تمنيت أن أذوب بين أضلاعه،أن يضمني حتى يتحرر جسدي من الشوق،وتبرد نار الاشتياق داخلي.

تخيلته يهمس في أذني،وراسي مستند على صدره:

"لماذا الرحيل" ؟

أردت أن أجيبه:

لأنك أردتَ امرأة تذوب فيك،ولم تفكر يومًا أن تذوب فيها.

أردت أن تعاش،لا أن تشارك.

أن تملك،لا أن تحب.

أنا يا هذا،لم أخلق لأكون ظلًا لرجل لا يرى في إلا امتدادًا لصوته.

أردت أن أعيش معك.

لكنك أردت أن أعيش لك.

واليوم.. أنا أختار أن أعيش لي.

في تلك اللحظة،وسط المكان الذي عرفنا فيه البداية،شعرت بنهاية لا تشبه الانكسار،بل تشبه الفجر بعد ليلٍ طويل.

ذلك الحزن الذي كان يغلفني،لم يعد ثقيلًا كما كان،بل صار خفيفًا، كأنه شيءٌ كنت أحتاج أن أودعه لأفهمني.

نفضت عني غبار الذكرى.. رفعت رأسي وابتسمت.

لأول مرة أدركت أنني لم أكن أفتقده،بقدر ما كنت أفتقد نفسي حين كنت معه.

لم يكن هو من سكنني،بل الفراغ الذي كنت أملأه بحضوره الغائب.

سرت خارج المكان..خطواتي كانت أكثر ثباتًا، أكثر وعيًا.

ما عدت أريد صوته في الزحام،ولا صورته في خيالي،ولا وعوده المعلقة في الهواء.

أريده فقط… أن يبقى خلفي.

وأنا أمضي إلى حيث أنتمي.

إلى امرأة لم تعد تنتظر،لم تعد تبكي،لم تعد تذوب.

بل تنهض،وتكتب،وتخلق من الوجع قصتها.

د. صباح الجهني

من فجوة الصمت إلى رنين الهاتف


 

سيئٌ جدًا أن نعتقد بشيء،والأسوأ أن يحدث خلاف ما اعتقدناه.

ذلك الارتطام المزعج،الذي يحدث انفجارًا غير مسبوق..يشبه القنابل العنقودية، يجعلك أقوى وأنتِ تقاومين تلك الحرب،مستخدمة أخف أنواع الأسلحة،فقط كي لا تغرقي الجميع.

فأنتِ واحدة من ركاب هذه السفينة..لكن حماقة البعض تشل تفكيرك،فلا تعلمين، ولا تعرفين ماذا تفعلين.

ربما كلماتنا الصريحة أحيانًا،هي ما يجعل لنا مكانًا مختلفًا عن ذاك الذي كنا نرسمه في خيالنا.

قد يتعرض الناس،باسم الصداقة،لتطفلٍ غير مرغوب فيه..ويظل السؤال: لماذا؟!

هناك أشياء كثيرة لا يمكن أن تكون أساسًا للحب،حتى تلك الدعوات التي تتلفع برداء "المحبة ".

المؤلم في الأمر،أن الكثير يفضحهم بريق عيونهم ونبرات أصواتهم

رن هاتفي..نظرت إليه،فإذا بها هنادي.

كنت أنتظر هذا الاتصال..كنت مرهقة وأحتاج للخروج،للحديث معها.هي الوحيدة التي تفهم ما أقول.لا أعلم لماذا؟!

رغم أن معرفتي بها لا تتعدى الشهرين،إلا أنها أكثر إنسانة انسجمت معها.

رفعت سماعة الهاتف بسرعة:

مساء الخير!

كنت أرغب بالاتصال بك،لكنكِ سبقتني.

ضحكت.. القلوب تشعر بمن تحب.

نعم،صدقت.

قالت: "ما رأيك نخرج ونتناول فنجان قهوة"؟

نزلت مسرعة،أجمع أغراضي حتى لا أتأخر.

في مكان مزدحم،والفوضى متناثرة حولنا،ثمة أمور لا يمكن الحديث عنها.مثل شظايا الحرب،تغرز في الجسد وتبقى حتى الموت.

هكذا هي صديقتي الجديدة..تتحدث عن الحب والخذلان وكأنهما صفة اتصفت بهما.

كان حديثنا غالبًا يدور حول محطات الحياة.العقبات،الصعاب،كانت القاسم المشترك بيننا،وليس فقط حب الحياة.صحيح أن نظرتها تقليدية أحيانًا،لكنها جميلة. فيها تقبل للآخر،بلا تعصب،وتترك لك مساحة..لا تتعداها ولا تتدخل فيها.

رغم اختلاف المكان،كانت كثير من الأحداث بيننا متشابهة.

ولم تخل تعليقاتنا من الابتسامة.لا أعلم،أهو الرضا؟ أم الصدمة من هذه الحياة التي وضعتنا في حيرة؟!

نصمت أحيانًا ونحن نرتشف القهوة،تتقاطع نظراتنا،فيكون حديث العيون أقوى من الكلمات.

تلك الترجمة الصامتة كانت تتقنها جيدًا.

الشيء الذي لم أفهمه:استمرارها في علاقات لا توافق فيها..لا فكريًا،ولا اجتماعيًا، ولا ثقافيًا!

لم أستطع معرفة الأسباب التي تدفع عقلًا واعيًا مثلها للاختلاط مع هؤلاء،هل من الممكن أن يكون الخوف من المستقبل هو ما يجعلنا ضعفاء؟

ذلك الصراخ اليومي لكلماتنا،الذي بات متنفسنا الوحيد،ربما هو ما جعلها تنقاد للجلوس معهم.

لكن..كثير من الانتقادات،تترافق مع ابتسامات مريرة،لا نعرف لمن،ولا لماذا.

ربما هي محاولة لإقناع الذات بما يرفضه العقل.

شيء ما يطفو في رأسها.. إلا أن الصدفة،وحدها،تعلمنا من هؤلاء،وعن أي شيء يتحدثون.

غباء الآخرين يجعلنا نبدو أغبياء في أعينهم.

العفن المسيطر على قلوبهم يجعلهم يرون الحياة من ثقوب صغيرة،على حوافها قاذورات،لا ترى بوضوح.

حتى نظراتهم تدعو للاشمئزاز،بل إن رائحة عقولهم تغلب على رائحة أجسادهم.

وفي كل مرة نلتقي فيها،نشعر ببساطة الأمور.. وإن كانت عكس ذلك.

الدموع

العتاب

نرفض الحديث عنها،لكننا نشعر بأنها الحقيقة.

وقلب الإنسان دليله.

يوم الجمعة.. ذلك اليوم المقدس،عندما يأتي يغير كل شيء،حتى بداية الأسبوع.

تشعرين أن الحياة فيه مختلفة تمامًا،وكأنكِ عدتِ إلى أيام الجاهلية.

رغم أن العرب كانت تعتبر السبت بداية الأسبوع،إلا أن الجمعة أصبحت في ذهني، رمزًا لحالة غريبة.

حتى صفة العربدة " بكل ما تحمل من سوء " لا تليق إلا بأولئك المخادعين والمرتزقة.

يخيل لي أنهم اجتمعوا هنا،في هذا اليوم..لا أعلم لماذا،لكن هذا ما أشعر به.

أتوقف هنا....

د. صباح الجهني

مرحلة التفكك الأخيرة

 

 

في تلك المرحلة الأخيرة،حين تتشابك الأحلام والكوابيس في سلة مثقوبة، تسقطها الأقدار على قارعة الطريق،تبقى الكوابيس معلقة،تشبثها بي كما لو كانت جزءًا مني.

لا أعلم أي حظٍ يرافقني،متى يأتيني، ومتى يرحل.

كانت أفكاري كلها عن من أكون وكيف أكون،أدركت أن الأيام لا تختلف،بل نحن من نصنع الاختلاف بأفكارنا،بمرور أيامنا،وحتى بسنوات عمرنا.

هي مرحلة تفكك في زمنٍ لا نعلم متى يعود فيه الوصل.

تتدفق الأحداث نحو نقطة صمتٍ لا نسمع فيها إلا انتظار الانفجار. في صباح شتوي ماطر،كنت مشغولة بالدراسة،أحاول أن أرتب وقتي حتى أخرج عند منتصف النهار،دون ثقل التوتر الناتج عن كثرة القراءة والعمل.

كانت خطتي واضحة:الدراسة ثم الخروج.لكن ليست كل الخطط تصدق النهاية التي نريدها.

كان من ضمن خططي إعادة هيكلة الوقت بما يتناسب مع وطني،الرياض ذلك الوطن الذي لا يعرفه أحد غيري.هو وحده من يسمع ضجيج أفكاري وهواجس أحلامي.

حتى وإن اختلفت عطلتي الأسبوعية،لم أنسَ ذلك التوقيت،ولا أفهم سبب استيقاظي مبكرًا لأنتظر رنين الهاتف.

وفي لحظة صمت،جاء صوته عبر الهاتف..كأنفاس صباح دافئة تعانق روحي.

قلت له بهدوء:

هل تعرف كم أحب تلك اللحظة التي أنتظر فيها رنين هاتفك؟ كأن العالم كله يصمت،ويبقى صوتك وحده يتسلل إلى روحي.

رد بابتسامة مسموعة:

وأنا؟ أعد الثواني حتى أسمع صوتك،حتى أرى ضحكتك،حتى أشعر بأن كل ما حولي لا يهم إلا أنكِ هناك.

ابتسمت..وقلت:

أحيانًا أشعر أن حبنا هو ذاك الدفء الذي لا يذوب،مهما عصفت الرياح، مهما هطلت الأمطار.

فأجابني:

حبنا هو الملجأ..الوطن الحقيقي الذي نلجأ إليه،حتى لو تاهت بنا الطرق،سيبقى القلب متصلًا.

أغمضت عيني للحظة..وهمست:

لا أريد أكثر من أن نكون معًا..أن تبقى الحياة معنا رغم كل شيء.

أمسك بسمعي قائلاً:

معك كل لحظة تصبح قصيدة،وكل انتظار يصبح قصتنا الأجمل.

ذلك الرنين، ذلك الصوت، كان أكثر من مجرد مكالمة. كان وعدًا بالحب والدفء، كان اللحظة التي تجعل من كل انتظار معنى ومن كل شوق حياة.

أحببت تلك اللحظة،حين يتحول الزمن إلى أنشودة حب خاصة بنا،لا تسمعها إلا قلوبنا.

أحببت ذلك الشعور من الوله،حين يتراقص قلبي على نغمة اسمه،ويصبح كل نبضة وعدًا باللقاء.

أحببت ذلك الحب الذي جاءني من رجلٍ تنام روحه في روحي،ويتنفس بقلبي، كما لو كنا نسير على خيطٍ رفيع،بين الحقيقة والحلم،حيث تلتقي أرواحنا وتذوب المسافات.

أحببت صمت المساء حين ينقلب إلى همس،وأنا أسمع صدى اسمه في كل زاوية من وجودي.

أحببت الوقت وإن اختلف،لأنه يحملنا معًا في رحلة لا تنتهي.

أحببت الحياة بكل أشكالها..هنا معك.

د. صباح الجهني


دفاتر الحنين

  دفاتر الحنين حين يصبح الحب ذكرى لم تولد بعد ذاك الحب لا يموت. يتحول إلى ظلّ، إلى نغمة عابرة في لحظة صمت، إلى طرف غيمة تمرّ في السماء، ف...