ذاكرة ..مصلوبة





 

اتكأ على نافذة غرفتي وانظر إلى سماء امتلأت بغيوم أخذتها الرياح إلى مدينتي المقدسة .

أوراق الأشجار.

وقطرات المطر المنهمر.

الشوارع المبللة .

النهار والشمس التي دنت خلف الجبال الشاهقة .

الليل ووجه القمر المنير وصراع الطبيعة .

خلف البيوت وبين الطرقات ...

حكاية شبة عارية تسكن بوابات المدينة .

تتجسد في صورة امرأة أثقلها الحزن والأسى .

تنظر إليها جيدًا لتكتشف أنها قد ذبلت وسط زحام الحياة .

شرير من جعل منها امرأة مصلوبة الذاكرة مقيدة التفكير.

سارحة في سماء الخيال معلقة بحبال الهوى .

واثقة بقنديل مشتعل .

و تحية .

إلى ضوء ضئيل في السماء لم يدن .

إلى شبح الليل المستتر خلف بقايا الرمم.

إلى لعبة الأقدار وترتيب الزمن .

إلى الوجوه الشاحبة والجسد الهرم.

رسالة إليه .

سأكون بخير

وأن خف صوتي وضعف جسدي وذبل حبي وهز الرمح نفسي

سأكون بخير

وأن خطف الدهر ضحكات الثغر المبتسم . .

وعبس في وجهي القدر وسنين العمر..




 

                                                                                                 صباح الجهني...

تعليقات

المشاركات الشائعة