الأحد، 26 يناير 2020

مصارحة




لا يمكن لك بكاء كثير .

ولا يمكن لك الضحك حتى .

أشعر بحالة من الهستيريا .

ذلك الثقل بداخلي يخنقني  أشعر أنني في هذا الكون وحيدة. أرغب في عناق ذلك الصوت الذي تمطرني أحاديثه بالسكينة

أتخيل وأنا أضع رأسي على كتفك؛ ويدك  تمسك بي وتقول .

انتظرتك طويلًا 

لم أستطيع الكلام .

لم أستطيع القول إنني أحبك 

صمتي وخجلي تكفل بذلك .

حتى ذلك الخجل أستطاع أن يخبرك بما لم أقوى علية .

أنا بجواره وأتأمل ملامحه ..

شعره ...

ذقنه..

حتى عيناه عندما يتأملني وتلمع منها محبة الصفاء وهي تخفي حزن لا يمكن قولة ... 

ربما ذلك الذنب الذي لم تستطيع قولة ..

أو ربما الصداع الذي تشعر به ولم تخبرني عنه ... 

أفكارك التي ترسمها لي وأنت تبتسم ... 

ويومك الذي تجتز منه الساعات لي ؛ أحلامك الذي تراودك بين نفسك ونفسك وتخبرني بها

كل تلك الأشياء رأيتها تسقط على وسادة الانتظار

ذلك الجمال الذي عشقته حتى رائحة عطرة وهو يضعها وكأنها تطير مع الهواء وتصلني أشم تلك الرائحة وأحاول دفنها حتى لا تتٌبدد ، مثل تلك الأسرار ندفنها وكلما اشتقنا إليها حاولنا حرثها .

صندوق الأسرار ذلك لم يكن فقط لرسائل والصور إنما حتى للروائح التي لا يمكن لها أن تموت .

شكراً لك .........

أنا ممتنة لذلك الإحساس العذب 

لذلك العشق الصادق .

لذلك الوجع المؤلم للقلب الذي لم أكن أعرفه .

لا تتعجب عندما أخبرك الحقيقة .

ربما لا تصدق ...

لكن هي الحقيقة ... التي طالما أحببت أن لا أخبر أحد بها ....

قررت الهروب من أجلك لعلي أختار لنفسي مخرجنا ....وتفأجئت أنني في غربتي لم أستطيع التخلي عنه بل تمسكت به أكثر ...

أشعر بالأمان به..

على الرغم أنني أخفي الكثير من القرارات عنه ، ليس لشيء  إنما هي محاولة أن لا أقع بحبه . لكن ما يدهشني علمه وحدسه القوي ... وبالمقابل تكذيبي كل توقعاته ....

أشعر بالخوف أحياناً . وأحياناً أخرى أعترف أنني قاسية معه ...

أنا كلي وما بداخلي لك .. إلا هذا  .....

فلا أنت لي ولا أنا لنفسي 

أنا بالمنتصف وأكثر من المنتصف إليك .. 

لا أعلم كيف 

ومتى .

أحببتك وأشعر بتيه بدونك .

حديثك يجمع شتات قلبي ويمسك به ..  

لست مجرد صوت وصورة من بعيد ...

أنت ذلك الوجود المقدس الذي يزيل الهموم ويريح القلب، أقولها وأنا أتنفس بقوة مثل شهيق الحياة الأول.

أنا أحبك 

أعلم انك الآن تبتسم وأنت تقرأ هذه الكلمة ، تضحك ربما ..

أضحك 

فلم تنتظر طويل لقد فعلتها واستطعت هزيمتي 

قالها بكل صراحة ....

نعم  أمٌتلك ِ قلبك ليس بالأمر السهل ...

ويحق لي الشعور بتلك النشوة من الانتصار . فعلت كل شيء من أجلك ... كل شيء أستطيع فعله فعلته لك كل ما هو متوقع وغير متوقع .حتى وإن لم تقل فعلته لك .

إلا أستحق ....

أنا في قمة سعادتي فلا تجرحي تلك السعادة أرجوك.

الآن أثق أننا تستطيع الاستمرار . الآن أنا وأنتي في نفس الحال 

كل منا لا يقدر على الابتعاد

طالما كنت خائف على خسارتك وكنت أصمت كثير حتى لا تهربي منى .

الآن أخبرك 

إنني أستطيع مصارحتك بكل شيء أصبحنا روح بجسدين مختلفين يفرقنا المكان والزمان فقط ...



       صباح الجهني

هناك تعليقان (2):

دفاتر الحنين

  دفاتر الحنين حين يصبح الحب ذكرى لم تولد بعد ذاك الحب لا يموت. يتحول إلى ظلّ، إلى نغمة عابرة في لحظة صمت، إلى طرف غيمة تمرّ في السماء، ف...