الصداقة كالحياة، لا يمكن أن تُختزل في
قوانين، ولا تُقاس بمقاييس البشر.
هي كالنهر، تمضي بلا وعدٍ بالبقاء،لكنها
تترك أثرها في التربة، مهما تغيّرت الفصول.
نعيشها بين ومضات الفرح ونوبات الحزن،كأنها
تجربة وجودية نمرّ بها، لا لنفهمها، بل لنشعر بها.
أحيانًا..نضحك حتى تدمع أرواحنا،وأحيانًا
نبكي حتى نتساءل:
"هل بلغ بنا الشعور حدّ الجنون"؟
الصمت.. الدموع المنفجرة.. ليست مجرد
ردود فعل، بل لغة أخرى للروح،لغة تعجز الحياة بكل تفاهتها أن تحاصرها في موقفٍ
واحد.
في لحظة واحدة،تنعكس علينا مرآة مختلفة
.. لا لتريك الواقع بل لتكشف ذاتك كما لم ترها من قبل.
نعم، يمكن هدم كل الصور.. إلا تلك التي
يُمسك الزمن بخيوطها،فهي وحدها الباقية،شاهدة لا على ما عشناه فقط،بل على ما كنا
نظنه مجرد عبور.
ثم يأتي الإحساس بالقيمة،وتعصف بك
الحيرة،وتشتد حولك القيود،فتنسحب،يختلّ توازنك،ويبدو الظلم كأنه يدفعك للتخلص من
كل ما يحاول ربطك.
ومع ذلك،يبقى هناك نوع نادر من التواصل
.. تواصل روحي لا يصنعه النَسَب، ولا يقيده العرق أو الدم،بل تنسجه خيوط من
الاحترام والشفافية،وتحفظه روح الصدق بين الأصدقاء.
"يظن الناس أن ما يهم في الحياة
هو الحب. لكن الحقيقة أن ما يهم هو أن يكون لديك ما تعيش من أجله"..( أنطون
تشيخوف )
د. صباح الجهني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق