الحب الذي يحفظكِ
يا سيدتي،
أعلمي أن قلبكِ نهرٌ رقراق،
وروحكِ سماءٌ واسعة، لا تعرف الانكسار.
الحب لا يُقيد الطيور، ولا يُسكت الأصداء،
ولا يطلب من زهرةٍ أن تنحني لتُرضي الريح.
قد يأتيكِ من يظن أن القسوة رجولة،
ويأتيكِ من يُسمي الإهانة غيرة،
ومن يُخفي قبضته خلف ابتسامة،
قد تُغريكِ الكلمات، فتظنين أن الحب لا يُكتشف إلا بالذل.
لكن الحب الذي يُذل،
ليس حبًا، بل ظلٌ يُخفيه الليل عن الشمس.
الحب الذي يرفعكِ،
هو الذي يُقبّل جبينكِ كما يُقبّل أوراق الورد،
يحرس جناحيكِ كي تطيرين بلا خوف،
ويعلم أن كرامتكِ تاجكِ،
لا يُمسّ إلا لتُرفعين به عاليًا.
المرأة التي تمنح كرامتها باسم الحب،
كمن يزرع وردة في صحراء من الملح،
قد تنبت للحظة، لكنها لا تدوم،
أما الحب الذي يحرس التربة،
فينبت الزهور ويظل العطر خالدًا،
فهذا الحب يستحق أن تُعطى له الروح.
يا سيدتي،
لا تنخدعي بما يُسمّى غيرة أو حرصًا،
ولا تظني أن الانحناء وفاء،
فالوفاء الحقيقي أن تصوني نفسكِ،
أن تظلّي المرأة التي تعرف قيمتها،
المرأة التي لا ينكسر ظهرها أمام أحد،
ولا يُطفأ نورها إلا بإرادتها.
الحب ليس حربًا، ولا ميدانًا تُساق فيه القلوب كالقطع،
الحب شراكة ندّية، نهران يلتقيان،
يجريان جنبًا إلى جنب، بلا قيد، بلا جرح،
الحب الذي يحفظكِ هو الحياة نفسها،
هو الريح التي تدفع شراع قلبكِ،
هو الشمس التي لا تتنازل عن إشراقها،
لكِ لتلمعي، لا لتطفئي.
تذكّري، يا سيدتي،
من يحبكِ بحق، لن يطلب منكِ أن تنحني،
بل سيقف بجانبك، يحمي جناحكِ،
ليكون لكِ مرايا السماء،
لكِ الحرية، لكِ الحياة، لكِ النور.
⸻
د . صباح الجهني



تعليقات
إرسال تعليق