بدون عنوان
لم يعد قلبي يبحث عن الناس.
ولا ينتظر منهم شيئًا…
الكسرة التي أصابتني لم تكن كسرة عادية.
كانت كالضربة التي توقِظ الروح من غفلتها.
فتجعلها ترى الحياة كما لم ترها من قبل.
صرتُ أشعر أن بعض الجراح ليست لإيذائنا.
بل لفتح أبواب فينا كانت مغلقة…
وبعض الكلمات التي سقطت عليَّ كالسكاكين
كانت في الحقيقة مرايا.
أراني اللهُ فيها نفسي التي لم أنتبه لها.
نَفَسي الطويل.
وصبري الواسع.
وقدرتي على احتواء ما لا يُحتوى.
لستُ غاضبة…
الغضب شعور البشر.
أما ما أشعر به الآن.
فهو شيء يشبه الخذلان النبيل.
ذلك الخذلان الذي لا يصنع حقدًا…
بل يكشف لك قيمة نفسك حين تنفضّ عنها الأصوات المؤذية.
ليلة الألم تلك لم تمرّ عبثًا.
فقد رأيتُ كيف تُطفئ الروح نورها قليلًا.
لتُعيد إشعاله من مكان أعمق.
وأصدق……
وأقرب إلى الله.
أدركتُ فجأة.
أن بعض الأوجاع ليست عقابًا.
بل اصطفاء…
وأن الله حين يريد أن يرفعك.
يُخلخل شيئًا في داخلك.
كي لا تتعلّقي بالأرض أكثر من اللازم.
كنتُ أبحث عن العدل في الناس.
فدلّني الألم على عدل الله.
كنتُ أنتظر الكلمة الطيبة من بشر.
فأعطاني الله سكينةً في قلبي أعمق من ألف كلمة.
كنتُ أفتح صدري لغير أهله.
فجاء الوجع ليقول لي.
“عودي…
عودي إلى الله وحده.
فهو الذي يسمعك دون قسوة.
ويقترب منك دون شروط..
ولستُ أدّعي القوة…
لا…
أنا لا أزال مُنهكة…….
مُحمّلة بالأثر.
ممتلئة بندبة لا يعرفها أحد.
لكنني تعلمت أن الندوب ليست عيبًا
بل خريطة تُرينا الطريق الذي مشينا فوقه.
حتى وصلنا إلى هذا الإدراك الهادئ.
أننا أقوى مما ظنّ الآخرون.
وأضعف مما اعترفنا لأنفسنا.
وأقرب إلى الله مما كنا نتخيل.
اليوم…
لا أطلب شيئًا من أحد.
ولا أرجو كلمة من بشر.
ولا أنتظر اعتذارًا من قلب لم يفهم.
كل ما أريده
أن أعيش في تلك المسافة الصغيرة
بين الصبر والسكينة.
بين الأذى والرضا.
بين ما كُسر في داخلي.
وما أعاده الله مضيئًا رغم الألم.
أنا لستُ كما كنت.
ولا أرغب أن أعود كما كنت.
لقد جعلني الجرح أعمق.
وأصفى.
وأقرب إلى الله…
وكفى بهذا عزاءً.
د. صبـاح الجهني



بعض الجراح ليست لإيذائنا.
ردحذفبل لفتح أبواب فينا كانت مغلقة…
لانكتشف انفسنا بعمق الا بهذه الأوجاع والصدمات، وبعدها نصبح ممتنين لتلك الخيبة
وذاك الشخص وهادئين جدًا لانأخذ كل الوعود على محمل الجد، ولا يُغرينا المديح ولا نرجو القبول من احد،، تلك الخيبة ايقظت قوى خارقة لم نكن نعرفها
لولا تلك الصدمة!
ربما تكون تلك هي دروس الحياة التى طالما سمعنا بها!
وبين إمتنان وخيبة! نصتدم بواقعية الحياة
وطبيعة النفس البشرية ونؤمن ان الأمان من الله
والأمل بالله والسعاده والرزق من الله فنزداد قربا لله، وحبا لله وأملا بالله.. لتنقطع كل تلك الأمال بالبشر ويرتبط ذلك القلب بخالقه من جديد
كل الإمتنان لخيبة اعادت لنا الإتزان
وعلقت القلب بالله 🫶🏻
وصلتني كلماتك.
ردحذفوأؤمن تمامًا أن الله لا يُقدّر لنا شيئًا إلا ليقود قلوبنا إليه من جديد.
كل ما حدث كان خطوة للتوازن… لا للانسحاب.
دمت بخير وهدوء
♥️♥️♥️
ردحذف