عِنْدَمَا تُشْعِر انك وَصَلَت مُفَتَرَقِ
الطُّرُقِ ، وَتُرِيد التَّوَقُّف فَقَط لِتَنْظُر خَلْفَك مَنْ يَكُونُ ، هَلْ
هُوَ خيالك أَوْ مِنْ أَحْبَبْتَ معك ، أَم هُم الرّفَقَاء الَّذِين يتساقطون
وَاحِدٍ تِلْوَ الآخَرِ ، أَمْ هُم الْأَصْدِقَاء الَّذين ضَحِكْت مَعَهُم واقتسمت
هُمُوم الأمس بصحبتهم ، أَم هُم الْجيْرَان الَّذِين تُسَامر مَعَهُم اللَّيَالِي
الطوال .ضَحِك وَمَزْح لايخلو مِن الأَحْزَان فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَوْقَاتِ.
ستشعر بِصَدْمَة عِنْدَمَا لَا تَجِدُ مِنْ
كَانُوا أَمَامَك طَوِيلاً يَضْحَكُون ويتسامرون ويتقاسمون معك كُلّ هَمَسَات
الْحَيَاة ، الْإِحْبَاط الّذِي يُصِيبُك رُبَّمَا يكسرك وَيَهْدِم كُلُّ مَا
صَنَعْت .
سقطوا وَسَطِ الطَّرِيقِ :
الطَّرِيق الطَّوِيل وَالْمَشَاعِر
الْمُبْهَمَة ، حَالَات الِاضْطِرَاب والصراع الدَّاخِلِيّ كُلُّ مَا يُمْكِنُ
أَنْ يسلب مِنْك قُوَّتِك وَصَبَّرَك عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةَ ، كُلٍّ مِنْ يصفعك
بِكَلِمَة وَفَعَل ويحاول بِكُلّ قُوَّة الِانْتِصَار لِنَفْسِه بِك .
يَكْفِي مِنْ الْفَرَحِ وَالْأَمَل وَالْحَبّ
والابتسامة خَمْسُ سَنَوَاتٍ ، لَن أَتَحَدّث عَن خِذْلَانِي لَن أَتَكَلَّم عَن
جروحي وَلَن أعاتبك عَلِى أيّ شَيّءٍ قط ، فقط أُصْغِي إلَى كلماتي ، سَوْف أتوقف
عَنْ النَّظَرِ لِلْخُلْف وَانْظُر إلَى الأمَامْ فَقَطْ ، و أدوس بِكُلّ مَشَاعِر
الْحُنَيْن وَالشَّوْق تَحْت إقدامي وَ أُحطِّم صَنَمُ الْحُبِّ بِيَدِي وَاكَسْر
رُوتِين حَيَاة كُنْت أعيشها وأحاول أنْ أكون شجاعة وأتجاهل أَقْوَال لَا تدفعني
إِلَى مَا اطمح إليه ،بَل تسحبني إلَى شواطئها التعيسة والْمُظْلِمَة تِلْك
الشَّوَاطِئ التي لَا يُوجَدُ بِهَا إلَّا حُطَام الْأَشْخَاص المحبطين ، أُولَئِك
المتعثرين البؤساء وَكُلُّ مَنْ أَصَابَهُ الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ لاَشَيْء يَفْعل
إلَّا جَمْع نَمَاذِج مُتَكَرِّرَة مِن شَخصِيَّات مَرِيضَةٌ فِي عُيُونُه
المتقوقعة عَلَى نظرته الْبَالِيَة لِلْحَيَاة ، تِلْك النَّظْرَة السوداوية التي
تَدُورُ فِي مُنْتَصَفِ عقله فَقَط مُحّاولاً بَسَط فكرة الْعَقِيم عَلَى مَا
يُرِيدُ.
لَا تسمع لَهُ وَكُن أَنْت الْقَوِيُّ وَإن
كَانَ ذَلِكَ صَوْت الْحَبّ الذي تعشق تَجَاهَلَه ، وَلَا تُسْمَعُ لَهُ إذْ كَانَ
يُخَالِف صَوْتَك ، سَوْف تكتشف أَنَّ الْجَمِيعَ يتلاشي وَتُصْبِح أَنْتَ فِي
عَالَمِك الْحَقِيقِيّ فَقَط اسْتَمَرّ كَمَا تُرِيد أَنْت .. حِينِهَا تُدْرَك
ذَلِكَ الْعَالِم الذي أردت وَعِنْدَمَا
تَصِل تُعْلِن الِانْتِصَار وَقَبْلَ ذَلِكَ حَطَّم ذَلِك الْخَيَال بِيَدِك
حَتَّى لَا يَعُودُ مِنْ جَدِيدٍ .
رُبَّمَا كَانَ مِنْ الْجَيِّد أَنْ يُحْمَلَ
هَذَا الْمَقَال عُنْوَان الواقعية والانسحاب مِن إحباط الْأَعْوَام الخمس
السَّابِقَة وَعِنْدَهَا تلْعَب دَوْرَ البُطولَةِ بِتَأَكُّد الْجَمِيع مَهْزُوم
أَمَامَك وَأَنت الأقوى .
صباح الجهني،،،
انتي اكثر من رائعه
ردحذفالخوف والقلب المؤمن بمقتضيات الحياة، اصبح غريبا في تغير زائف. شكرا للكاتب.
ردحذف