" في حضرة الصمت "
أرغب بالكتابة.. إلا أنني لا أستطيع.
كم
يبدو الأمر مضحكًا حين يُقال هكذا، مجردًا، بلا تبرير أو زخرفة.
لكن
هذه هي الحقيقة — حقيقة لا أملك أن أنكرها، ولا أقدر أن أفسرها.
أجلس
أمام الورقة، كأنني أراهنها على من سيكسر صمته أولًا. هي تلوّح ببياضها المستفز،
وأنا ألوّح بنيّتي الطيبة.
وأظل
هناك، معلّقة بين جُملٍ لم تُولد، وكلمات تعرف طريقها لكنها تأبى الخروج.
أفكر
أحيانًا:
ماذا
لو أن ما يمنعني ليس العجز، بل الخوف؟الخوف من أن تقول الكتابة ما لا أجرؤ على
مواجهته؟
الخوف
من أن تُخرجني الكلمات منّي، من قناعاتي الصغيرة، من صمتي الذي ظننته طمأنينة.
أتذكّر حينها قول
كافكا:
“لا تكتب إلا إذا خرجت الكلمات من
قلبك كخنجر يمزقك، فإن لم تكن كذلك، فلا تكتب”
وأنا…
لا أريد أن أُمزّق.. ليس اليوم.. ليس بهذا الصمت المؤلم. أريد فقط أن أبقى هنا،في
حضرة السكون،أراقب حيرتي كما لو كانت طائرًا مترددًا على حافة نافذة.
ربما تعود.
ربما
الغد، أو بعده، سيجيء الخنجر ..أو تتسامح الكلمات. فالكلمات لا يصعب قولها إذا
وجدت السبب.
أما
الآن، فسأكتفي بالاعتراف:
أرغب بالكتابة وهذه الرغبة وحدها في زمن الصمت ، تشبه القصيدة.
قصيدة تحكي فوضى العواطف التي تبعثرت بيد الآخرين،تلك التي تحتاج إلى
شخصٍ يصنع لك من العجز إيمانًا،إيمانًا لا يخرج إلا من قلبٍ عبقري.
د. صباح الجهني
يسعد لي قلبك وتسلم يمينك بدعتي صبوحه ❤️🌹
ردحذف