كانت تمشي بخطى ثابتة، رغم أن الريح كانت تعصف بثوبها وتلطم وجهها بشيء من
الغضب.
لم
تكن تنظر إلى الطريق، بل إلى الداخل. هناك، حيث تتراكم الحواجز… تلك التي لا ترى،
لكنها تثقل الخطى.
تذكرت
شيئًا قديمًا، ربما حكاية، أو صدى حلم لم يكتمل.
قالت في نفسها:
“الحواجز في الحياة ليست كما تبدو… إنها لا تنهار، بل
تتبدل، تتنكر بثياب جديدة، بلونٍ مختلف، لكنها تظل حاجزًا.”
كانت
تعرف أن الصعوبة الحقيقية لا تكمن في تجاوز ما يعترضها، بل في الحفاظ على
إنسانيتها وهي تعبر.
ذلك
الخيط الرفيع الذي يقاوم الرتابة، لا عن جنون، بل عن رغبة.
رغبة
في أن تبقى حية… بطريقة لا تفسد قلبها.
عبرت
زقاقًا ضيقًا، كان المطر قد بدأ يسيل بين شقوقه. استمعت إلى صوته، كأن في كل
قطرة اعتراف…ربما من ملاك،ربما من
شيطانٍ نادم.
“ليسوا أقوى منا…”
همست :نحن من نمنحهم قوتهم حين نخاف، حين نتردد، حين نكتب
رسائل المحبة ونرسلها لأرواحٍ لا تعرف إلا الحقد، ثم ننتظر أن يفهمونا.
ابتسمت
بسخرية، وكأنها اكتشفت سذاجتها للمرة الألف.رفعت
رأسها فتقاطع نظرها مع نافذةٍ صغيرة مضاءة من الداخل، وفيها ظلٌ غريب يتحرك ببطء.
توقفت.
“لا أحد يستطيع سرقة رسالة لم أقرر إرسالها”
كان
هناك شيء ثقيل، ساكن، في عمقها، شيء لا تستطيع قوله.
لكنه
أيضاً لا يمكن إنكاره.
المطر
اشتد والريح بدأت تئن.
تساءلت
إن كان الشياطين يخلطون بين صوت الريح وصوت رسائلهم التي لم تصل.
الرسائل
التي كتبها الضعف باسم الحب، ثم خذلها.
تقدمت
خطوة..نظرت خلفها، ثم ابتسمت كأنها تعرف الآن:
أن
القصة لم تبدأ بعد..
د. صباح الجهني
رائع جداً صراحة بإمتياز مرتب والكلمات مرتبة
ردحذفابدعتي
ردحذفدائما المطر يحرك كل شيء في داخلنا ويضعنا في متاهات لانهايه لها
ردحذفكلمات جميله